لطالما انتظر شباب وشابات مدينة تطوان مجلسا محليا يمثلهم ويمثل تطلعاتهم من خلال هذه التجربة الذي انخرطت فيها العديد من القوى الديمقراطية والجمعوية الحية بغية إنشاء مجلس جماعي للشباب يعكس آرائهم ويتيح لهم الفرصة للتتبع الشأن المحلي الشبابي والتأثير في السياسات المحلية المتعلقة بقضايا الشباب.
فبعد انتخاب أعضاء وعضوات هذا المجلس والذي أحرز فيه بعض الشباب المحسوب على التيار السياسي المتحكم في موازين القوى بالمغرب على عدد كبير من المقاعد بدأت تتبخر أحلامي وطموحاتي كشاب انخرط في هذه الدينامية منذ بدايتها, فبعد أن كنت في لجنة الإشراف أصر على أن المجلس يجب أن يحظى بصلاحيات واسعة في مجال التتبع والرقابة وكذا التأثير في كل ما يتعلق بالقضايا الراهنة للشباب.
أفاجؤ اليوم بمجلس صوري عاجز حتى على بلورة مخطط استراتيجي للعمل يعكس أهداف هذا المجلس وتصوراته الكبرى إن كانت أصلا لديه.
تبخرت أحلام الشباب الذي دافع على ضرورة استقلالية هذا الجهاز عن المجلس الجماعي للمدينة بهدف استقلالية قراراته ومشاريعه حين طرح المجلس في دورته الأولى قانون داخلي تسوده التبعية للمجلس الجماعي في شتى بنوده.
إذ لا يمكن لمجلس الشباب اتخاذ أي موقف أو قرار إلا بعد استشارة المجلس الجماعي للمدينة. وهدا ما يفرغ المجلس من محتواه بالسير به من قلاع القوة الضاغطة والرقابية إلى خندق الاقتراح والاستشارة .
شهرين من العمل أو عفوا شهرين من العشوائية والتخبط.
مرت ستون يوما ولم يستطع المجلس بلورة رؤية إستراتيجية واضحة المعالم يستطيع من خلالها الإجابة على تطلعات الشباب المنتظر من هذا المشروع,
مرت ستون يوما ولم يستطع المجلس الإجابة عن سؤال من أنا ؟؟ ولماذا أكون ؟
المجلس الذي أراد منه شباب تطوان أن يكون حصنا منيعا في وجه المنظومة السياسية الفاسدة أصبح اليوم يكرس منطق الحزبية الضيقة والصراعات الشخصية. فبعد أن نشر مجموعة من الشباب استقالاتهم عن طريق شريط فيديو تناقلته العديد من المنابر الالكترونية نجدهم اليوم يعودون اليوم الى أحضان المجلس في صفقة تطرح عدة تساؤلات؟؟
عرفت الدورة الثانية للمجلس الجماعي للشباب عرض تقارير اللجان الدائمة في تصورات بسيطة من العيب أن تسمى تصورات أصلا. وهذا راجع لعدم اجتماع أي لجنة. حين اكتفت لجنة المالية بطلب التكوين من المجلس الجماعي. ولجنة التنمية البشرية الذي اختزلت التنمية الاقتصادية للمدينة في تشجيع العمل الخيري والاحساني.
أما لجنة إدماج الشباب المعاق ضربت عرض الحائط كل الاتفاقيات حقوق الإنسان الدولية في عرض تسوده عدة اختلالات فيما يخص المصطلحات والمعجم المفاهيمي المستعمل. في حين اكتفت لجنة اعداد التراب والتعمير بعرض مقتضب حول شرح مفاهيم بسيطة في الموضوع.
الأمر الذي يطرح إشكالية التكوين لأعضاء هذا المجلس. لأننا نلاحظ من خلال تدخلات أعضاء المجلس في الدورات أنهم لم يتخلصوا بعد من منطق عمل الجمعية التي تنظم أنشطة و ندوات بسيطة. في مقابل مجلس جماعي وجب أن يعمل على صياغة مشاريع كبرى محددة الأهداف والوسائل.
قد يتهمني البعض بالتطاول على المجلس كونه مازال في أولى محطات البناء والهيكلة.
لكن صدقوني ان قلت لكم أن " من النهار الأول كيبان العربون"
0 commentaires:
إرسال تعليق