السيدة الفاضلة حرم المرحوم الدكتور المهدي المنجرة
تلقينا بأسى عميق نبأ وفاة الأستاذ والعالم والباحث الكبير الدكتور المهدي المنجرة، وهي خسارة كبرى لشعبنا ولمنطقتنا المغاربية والعربية ولكل شعوب دول الجنوب.لقد كرس المرحوم حياته لمحاربة قضايا التخلف الاقتصادي والاجتماعي والعلمي لدول الجنوب ومن بينها المغرب ووطننا العربي . وقام بتشريح دقيق لمظاهر التخلف، وحلل أسبابه العميقة المتمثلة في الاستبداد وغياب الديمقراطية ، وفي الاستعمار الجديد والعولمة المتوحشة. ولذلك قام بالتصدي للاستبداد في نسخته المغربية، ورفض تقلد أية مسؤولية وزارية مهما علا شأنها في حكومات الملك الراحل الحسن الثاني .وفضل مدرجات الجامعة على بريق السلطة، كما قام بالتصدي لأسباب تخلف دول الجنوب وتشريح آليات استعباده واستغلاله من طرف الدول الامبريالية، مقدما البدائل للخروج من التخلف وكسر قيود الاستغلال. واعتبر أن المدخل الحقيقي لأي تحرر وتقدم هو محو الأمية واستعمال اللغة الأم في التعليم والإدارة والاهتمام بالبحث العلمي وركوب قطار التنمية باعتبارها حق من حقوق الشعوب ،وناهض الصهيونية ورفض أية تطبيع مع العدو الصهيوني.
ورفض المرحوم الانزواء بين جدران مراكز البحث العلمي الدائعة الصيت وتقديم المشورة لهذه الدولة أو تلك بمقابل مالي قليل أو كثير. بل جعل من مدرجات الجامعات وفضاءات المنظمات الدولية ودورالشباب بالمغرب ومقرات الجمعيات المغربية ميادين حربه على الاستبداد والتخلف والاستغلال الامبريالي والعولمة المتوحشة.وتواصل بتواضع شديد مع ساكنة المدن المهمشة المغربية من عين اللوح إلى قلعة مكونة وزاكورة، وغيرها من المناطق المهمشة. كما تواصل مع تلاميذ المؤسسات التعليمية، شارحا أفكاره ونظرياته، محرضا التلاميذ والنخب المحلية والمواطنين على مناهضة الظلم والاهتمام بالمعرفة ومحاربة الأمية.
السيدة الفاضلة،
بوفاة زوجك المحترم الدكتور المهدي المنجرة فقد الشعب المغربي مناضلا صلبا من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، جمع بين العلم والمعرفة وتواضع العلماء ، وقرن النظرية بالممارسة. وخير عزاء لنا جميعا ما تركه من تراث علمي غني ومتنوع. فتقبلي مني سيدتي باسمي وباسم كافة مناضلات ومناضلي الحزب الاشتراكي الموحد أصدق التعازي والمواساة .
الدكتورة نبيلة منيب
الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد
0 commentaires:
إرسال تعليق