انعقدت الدورة الثامنة للمجلس الوطني للحزب ارشتراكي الموحد يومه الاحد 12 ابريل، الدورة التي شارك فيها كتاب الفروع والجهات الى جانب أعضاء المجلس الوطني المنتخبين مباشرة من المؤتمر الوطني.
وفيما يلي بعض الاراء التي تم استيقاؤها من طرف بعض الرفاق الذين شاركوا في أشغال الدورة.
محمد العوني :
انعقاد الدورة جاء في سياق اسئلة متجددة تطرح على الوضع العام المغربي وضمنه الوضع السياسي . ويتميز بمحاولة تصفية الاهداف السياسية التي بلورتها حركة 20 فبراير ،رغم ان ثمار الحركة التاريخية و انطلاقة ربيع الديمقراطية انغرست في جغرافية المغرب والمنطقة العربية والمغاربية . ومن مميزات هذه الدورة الحضور الوازن للرفاق كتاب الفروع كملاحظين مما اضاف ابعادا تنظيمية لبعض محاور النقاش . لقد أكدت التطورات و الاحداث بان الخط السياسي للحزب في حاجة الى تجديد ادوات تصريفه واطلاق مبادرت جديدة ليترسخ كخيار بديل عن اختيارات اعادة انتاج عناصر الانسداد السياسي و الاحتقان الاجتماعي و تكريس الاستبداد والفساد ولو باستعمال اطارات تستغل الدين او النفوذ السلطوي او التجهيل والتفقير والتضليل .
العلمي الحروني :
مرت الدورة 8 للمجلس الوطني بحضور الرفيقات والرفاق كتاب الفروع والجهات في جو من المسؤولية والوعي الجماعي العالي بالفترة الدقيقة التي يمر منها المغرب وبالمسووليات الملقاة على الحزب الاشتراكي الموحد فكريا وسياسيا .. وكان النقاش مسؤولا وصريحا صَلِّ في ضرورة تنمية الحزب وتقويته وتحصينه وتحريره من الحلفية السلبية والاتجاه رأسا للعمل النضالي مع المواطنين وبجانبهم بتحالف مع المجتمع السياسي والمدني لتحقيق حقوق المواطنة الكاملة وانتظارات الشعب المغربي ومطالبه المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والكرامة والحرية والمساواة... هذا الوعي بدقة المرحلة والمهام المطروحة عكسه التصويت بشبه إجماع على التقريرية السياسي والتنظيمي والتقرير المالي والبيان السياسي للدورة بعد مناقشة مضامينها بشكل مستفيض حيث فاق مجموع التدخلات 50 تدخل. للإشارة فان حظور كاتبات وكتاب الفروع والجهات او من ناب عنهم أعطى للدورة القوة التنظيمية والسياسية الضرورية لقراراته.
الرفيق علي القرطيط لم يستطيع الحضور لأشغال المجلس الوطني، لكنه أرسل بمداخلة مكتوبة فيما يلي نصها :
تحية نضالية للرفاق أعضاء المجلس الوطني وكتاب الفروع.
بداية أعتذر عن عدم حضوري لأشغال هذا المجلس لأسباب شخصية قاهرة ، كما أسجل ان التاريخ الذي اقترحه الرفاق لانعقاد هذه الدورة غير مناسب بخصوص جدول الأعمال لم نتوصل بتقرير المكتب السياسي مفصلا كما وعد به وبالتالي سأقتصر في مداخلتي على بعض النقط التي أراها ضرورية :
تنظيميا : فشلنا في بناء التنظيم الحزبي وتحصينه على أكثر من مستوى بدء من المجلس الوطني وعدم احترام دورية اجتماعاته مرورا بهيكلة الجهات بعقد مؤتمرات جهوية وصولا الى الفروع كوحدات قاعدية فاعلة في محيطها ومؤثرة فيه ،دون إغفال القطاعات والتنطيم الشبيبي الاولى لم يهيكل معظمها والثاني يتم افتعال خلافات وتشنجات مع الحزب مجانية في غالب الاحيان.
وفي ارتباط بالنضال الجماهيري لا زلنا نشتغل في مختلف الحقول بدون بوصلة بدون رؤية وتصور واضحين خاصة مايتعلق بالعمل النقابي وضع كهذا يفتح المجال على مصراعيه للعبث ومبادرات غير مفكر فيها تخلق نقاشات هامشية تبعدنا عن الاهم عن الانخراط الفعلي في تصحيح الوضع النقابي وإعطاء النقابة دورها الحقيقي في الصراع ، ولعل مساهمة بعض الرفاق في خلق "إطار نقابي " جديد مع أحد المطرودين من الحزب مرده التاجيل غير المبرر للخوض في المسألة النقابية والحسم فيها ، هذا لا يبرر الخطوة التي أقدم عليها الرفاق في جميع الأحوال لا يمكن تصحيح خطأ بخطإ أكبر منه ، لا يمكن أن أصحح وضعا وأن أحارب البيروقراطية النقابية مع أناس تربعوا على عروش نقاباتهم لسنوات بل اكثرمن ذلك لا يمكن أن نتوهم بأننا سنصحح وضعا بتحالفنا مع أحد المطرودين من حزبنا ، لذلك وحتى لا يتكرر مثل هذا العبث أقترح تحديد تاريخ من الآن لندوة وطنية في المسألة النقابية نضع خلالها تصورا للعمل النقابي نحتكم إليه ويوجه فعلنا ويوحد صفوفنا ورؤانا .
سياسيا: النقاش المفروض حاليا هو الانتخابات المقبلة وخوضها كفدرالية بالرغم من أن الفدرالية في نظري لا زالت مجرد فكرة لم ننزلها لأرض الواقع لأن الطرفين الآخرين في الفدرالية غير مطروح لديهما في اهتمامهما الفدرالية وهم بنائها ومنها بناء حلف ديمقراطي أو جبهة ديمقراطية ، لذلك سندخل معركة الانتخابات بوضع تنظيمي داخلي ليس في المستوى المطلوب وبفدرالية يسارية لا وجود لها على أرض الواقع (محليا) ، لذلك يجب استحضار هذين المعطيين ونحن نفكر في محطة الانتخابات حتى لا ننساق وراء أوهام تنعكس سلبا علينا سياسيا وتنظيميا كما وقع في انتخابات 2007 و2009
إذن خوض هذه المعركة يتطلب تاهيلا تنظيميا محليا وجهويا لذلك فإن تاجيل الندوة الوطنية لم يعد له مبرر مع التاكيد على ان هذه الندوة ليست هدفا في حد ذاتها بل محطة لوضع خطة واجندة زمنية نلتزم بتنفيذها كل من موقعه ، كما أن على الرفاق في قيادة الفدرالية مهام كبيرة تنتظرهم للهيكلة المحلية خاصة إذا استحضرنا أن المسؤولية الاكبر ملقاة على رفاقنا لان الحزبين الآخرين ومن خلال ممارساتهم اليومية لا يتضح ان لهم نفس الحماس لبناء الفدرالية وتطويرها . مجال آخر أصبح شبه مغيب في اجندتنا وهو الجانب الفكري والثقافي ، لا يمكن ان نكون يساريين دون فكر ومشروع يساري ، لا يمكن أن نستمر ونحافظ على تواجدنا ونحن لا نعرف وجهتنا وليس لدينا بوصلة فكرية ، الاشتغال على هذه الواجهة لا يمكن حصره في فترة زمنية محددة بل هو عمل مستمر في الزمن على المستويات المحلية والقطاعية يتوج بين الحين والآخر بملتقيات وطنية أو جهوية حول قضايا محددة لتدارس تجارب عالمية و الاطلاع على الاجتهاذات الفكرية خاصة الاشتراكية منها.
نقطة اخيرة متعلقة بالتواصل الداخلي بين اعضاء الحزب والتواصل مع المواطن ، لا يمكن أن نستمر بدون إعلام ، بالرغم من النبش المتكرر في هذا الموضوع إلا أننا لا زلنا حبيسي المقترحات دون تفعيل ، مشروع الجريدة الالكترونية فشل مشروع الجريدة الورقية او المجلة بقي مجرد أفكار لم نبحث عن الوسائل والسبل لترجمتها على أرض الواقع . وفي الأخير أشد على أياديكم (كن) بحرارة وأحيي كل الصامدين والغيورين مهما اختلفت تقديراتهم أو تباينت في إطار البناء والرقي بأدائنا التنظيمي والسياسي ، بعيدا عن ان نوظف من أطراف متربصة بنا تحاول جرنا لمستنقع العبث والبؤس السياسي الدي يعرفه المشهد السياسي ببلادنا . ودمتم (تن) للنضال أوفياء.
علي القرطيط : عضو المجلس الوطني
0 commentaires:
إرسال تعليق