الحزب الاشتراكي الموحدجهة مراكش تانسيفت الحوز
بيان
اللقاء الجهوي لجهة مراكش تانسيفت الحوز
انعقد لقاء فروع الحزب الاشتراكي الموحد بجهة مراكش
تانسيفت الحوز و نقط تواجده يوم 30 مارس
2014، و الذي صادف تاريخ انتفاضة الشعب الفلسطيني الذي خلد هذا اليوم يوما للأرض و
يوما لاستمرار النضال الثوري ضد الاحتلال الصهيوني و مخططات الامبريالية الأمريكية
في المنطقة و من أجل تحرره و كافة حقوقه في العودة و بناء دولته الوطنية.
و شكل انعقاد لقاء فروع الحزب الاشتراكي الموحد بجهة
مراكش تانسيفت الحوز و نقط تواجده بالجهة الحزب مناسبة لتدارس الوضع السياسي و
الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي وطنيا و في الجهة.
1- على المستوى الوطني يعتبر اللقاء الجهوي للحزب الاشتراكي الموحد أن النضال الديمقراطي الجماهيري لحركة 20 فبراير، و الذي انخرط فيه الحزب الاشتراكي الموحد، شكل تغيرا
نوعيا، غير مسبوق، في مسار نضال الشعب المغربي من أجل إقرار ديمقراطية حقيقية، كما
يعتبر أن خطاب 9 مارس 2011 و ثوابته اللا ديمقراطية و خطته السياسية (دستور فاتح
يوليوز و انتخابات 25 نوفمبر 2014 و حكومة ترأسها العدالة و التنمية)، شكل إجهاضا للتغيير
الديمقراطي المنشود.
لقد واجهت الساحة السياسية على
إثر هذا الخطاب احتمالين:
- احتمال استمرار النضال الديمقراطي الجماهيري النوعي لحركة 20 فبراير
و القوى اليسارية الديمقراطية من أجل تغيير موازين القوى لصالح هذا النضال الديمقراطي
الجماهيري و تحقيق أهدافه المتمثلة في دستور ديمقراطي و الحرية و المساواة و الكرامة
و العدالة الاجتماعية.
- أو احتمال إفشال النضال الديمقراطي الجماهيري و التراجع عن المكتسبات
السياسية و الاجتماعية الديمقراطية التي حققها النضال الديمقراطي.
في هذا الوضع السياسي بلور الحزب الاشتراكي الموحد و مارس مواقف سياسية
سديدة ضد الاستبداد و الفساد، مدافعة معبرة عن مصالح الطبقات الشعبية في ديمقراطية
شاملة حقيقية. و قد تمثلت هذه المواقف في تأجيل المؤتمر الثالث بالنظر لما عرفته الساحة
السياسية من تنامي نضال حركة 20 فبراير و اختيار الحزب الاشتراكي الموحد الالتزام بأرضية
حركة 20 فبراير و مطالبها الديمقراطية و انخراط بكل إمكانياته السياسية و اللوجستيكية
في نضالها الديمقراطي. و بالتالي كانت مساهمة الحزب و مناضلاته و مناضليه في النضال
الجماهيري الديمقراطي لحركة 20 فبراير قوية و إيجابية و محترمة لأرضيتها السياسية
و برنامجها.
لقد استطاع النضال الديمقراطي الجماهيري لحركة 20 فبراير و للقوى
اليسارية الديمقراطية المعارضة أن يفرض تراجع النظام السياسي عن سياسة إقامة نظام
سياسي استبدادي في المغرب. لكن تخاذل قوى سياسية و نقابية و مدنية محسوبة على الصف
الديمقراطي و التحاقها بخطة النظام السياسي سهلت تمرير دستور 1 يوليوز و انتخابات
25 نوفمبر 2011. و بالتالي تم إجهاض دخول المغرب إلى صيرورة فعلية لانتقال حقيقي
إلى الديمقراطية.
و قد تميز النضال الديمقراطي للحزب الاشتراكي الموحد بمقاطعته لدستور
1 يوليوز و انتخابات 25 نوفمبر 2011 في انسجام وثيق مع خطه السياسي اليساري
الديمقراطي و مواقفه النضالية الديمقراطية.
و شكلت الممارسة الحزبية للحزب الاشتراكي الموحد منذ تأسيسه إضافة نوعية
لقيم سياسية ديمقراطية جديدة و ممارسة ديمقراطية نوعية بجعل ممارسته السياسية شأنا
عاما و جعل مؤتمراته محطات سياسية لتباري ديمقراطي بين أرضيات سياسية و لتشكل تيارات
تجسد ممارسة نوعية للديمقراطية الداخلية و لتدبير ديمقراطي للاختلاف السياسي و اختلاف
في التدبير التنظيمي.
و استمر الحزب يناضل من أجل توحيد الصف اليساري الديمقراطي المستقل عن
نظام المخزن. و في هذا الإطار ساهم الحزب الاشتراكي الموحد، بقناعة ديمقراطية
متميزة في الارتقاء بتحالف اليسار الديمقراطي (الحزب الاشتراكي الموحدن حزب
الطليعة الديمقراطي الاشتراكي و المؤتمر الوطني الاتحادي) إلى مستوى
"فيدرالية اليسار الديمقراطي" المنفتحة على القوى اليسارية الديمقراطية.
2- ينعقد هذا اللقاء الجهوي في مراكش في ظرفية جهوية تتفجر فيها ملفات
فساد تدبير أموال عمدة و المسئولين بمجلس المدينة السابق (فضيحة "سيتي وان" و هي قضية
العمدة السابق لمدينة مراكش ونائبه و فضيحة كازينو السعدي أو رشوة الملياري سنتيم و
اختلاسات في بناء و مداخيل سوق الجملة للخضر و الفواكه... لكن بقي المسئولون بمنأى
من مساءلة وعقاب قضائيين حقيقيين!
في حين ، تشهد مدينة مراكش و جهة تانسيفت الحوز
أوضاعا سياسية و اجتماعية و اقتصادية و ثقافية متدهورة تتمثل في:
- استمرار التضييق و ضرب الحريات العامة و حرية التعبير
و الحريات النقابية و الحق في التظاهر و الاحتجاج، إذ استمر قمع الوقفات
الاحتجاجية لشباب حركة 20 فبراير و الحركة الطلابية و حركة المعطلين، بل و اعتقال
الطلبة على إثر نضالات شباب حركة 20 فبراير و نضالات طلبة
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب التي تعرضت للقمع و المصادرة.
- شهدت مناطق الجهة نضالات شعبية و جماهيرية للاحتجاج ضد غلاء فواتير الماء والكهرباء
و تعميم الماء الصالح للشرب و من أجل توفير الولوج إلى الخدمات الصحية العمومية و تقريبها
من المواطنين و المواطنات في المناطق الحضرية و القروية المهمشة.
- استمرار الوضع الاقتصادي و الاجتماعي في جهة مراكش تانسيفت الحوز يعكس أزمة
السياسة الاقتصادية التي تعتمد فقط على اقتصاد الريع و المنتجات التقليدية السائد في
الجهة (السياحة، منتجات الصناعة التقليدية، بناء العمارات بشكل عشوائي...).
- تفويت أراضي و خدمات عمومية للرأسمال الخاص و الأجنبي و شركاته في عدة
قطاعات (الفنادق، البناء، الفلاحة، مواقف السيارات، النظافة...) مما يقور اقتصاد
الريع.
- معاناة مدن جهة مراكش تانسيفت الحوز من استمرار البناء العشوائي في الدواوير
المحيطة بمراكش و مدن الجهة تحث أنظار السلطات الإدارية و المجالس المحلية و هو سكن
عشوائي يجسد هدر حق السكن للفئات الشعبية الفقيرة و المحرومة..
- أزمة الوضع الاجتماعي و الاقتصادي لمواطني و مواطنات جهة تانسيفت الحوز حيث
تبلغ نسبة البطالة نحو 12.1 % عموما و 20 % في المجال الحضري أما نسبة التمدرس فلا
تتجاوز 83 % و لا تتعدى 35.9 % بالنسبة للنساء مما يفسر ارتفاع نسبة الأمية التي تصل
إلى 52 %.
إنها مؤشرات تجسد الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية و تهميش سياسة اقتصادية منتجة
حديثة وفقا للمؤهلات المنجمية و العلمية المتوفرة في الجهة رغم ما تزخر به الجهة من
ثروات منجمية (الفسفاط، الرصاص، النحاس، الباريتين، الذهب...) و مؤهلات فلاحية و كفاءات
جامعية علمية.
و بعد تأسيس اللجنة التحضيرية لمؤتر جهة مراكش تانسيفت الحوز للحزب
الاشتراكي الموحد، المحتمل انعقاده في شهر شتنبر القادم، أكد اللقاء استمرار
مناضلي و مناضلات الجهة، التزاما بمبادئ الحزب و بتصوره الديمقراطي و
الاشتراكي، في النضال من أجل مغرب
ديمقراطي و جهوية ديمقراطية يحققان احترام فعلي للحريات العامة و لحقوق المراة في
المساواة و للعدالة الاجتماعية الحقيقية و للمساواة بين المواطنين و
المواطنات.
مراكش 30 مارس 2014
0 commentaires:
إرسال تعليق