في خرجة مثيرة، انتقدت الأمينة العامّة لحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب، بشدّة، السياسة التي ينهجها المغربُ منذ عقود لعلاج مشكل الصحراء، في شقّها المتعلّق بمحاولة استمالة انفصاليي جبهة “البوليساريو” من خلال منْحهم امتيازاتٍ مادّية،
ووصفت منيب، في لقاء مع طلاب مؤسسة خاصة للتعليم العالي، منْح امتيازات للانفصاليين العائدين إلى المغرب في إطار سياسة “إنّ الوطن غفور رحيم”، التي ابتدعها الملك الراحل الحسن الثاني بـ”الحْمَاق”.. وقالتْ متسائلة: “لماذا تعطي الدولة لمجموعة من الأشخاص حقّ الاستفادة من مقالع الرمال في الجنوب في إطار إنّ الوطنَ غفور رحيم، ليجْنوا منها الملايير، الحْمَاق هَادْشِّي، وهذا غيرُ مقبول”.
وأضافت الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد أنّ الوطنية يجبُ أن تكون صادقة، بعيدا عن السعي وراءَ المنافع المادّية، وتساءلت “ماذا صنع هؤلاء للقضية الوطنية، وماذا فعلوا باش نتصالحوا مع خوتنا الذين لهم طرح انفصالي ونْلمّو الشمل؟ ما داروا والو، فقط يستفيدون من الريع”.
واعتبرت منيب أنّ الامتيازات التي يحظى بها المستفيدون من “إنّ الوطني غفور رحيم” تدخل في إطار منظومة “الريع السياسي والاقتصادي والنقابي” التي خلقها المخزن، “لأنّ النظام احتكرَ جميع السلطة ولا يمكن لأي سلطة مضادّة أن تنافسه على الساحة”، وأضافت “كلما كانت هناك أصوات مضادة يسارع المخزن لشرائها، وكلّ صوت بثمن”.
وعنْ موقف حزبها من النظام الملكي قالت منيب: “نحن نريد ملكية برلمانية تكون ضامنة لاستقرار البلاد، ولكنّ الشعب هو الذي يجب أن يحكم”، وانتقدتْ زعيمة الاشتراكي الموحّد المحيط الملكي قائلة إنّه “يستفيد من الواقع الحالي ويُمانعُ من التغيير”.
وهاجمت منيبُ أحزابَ الأغلبية والمعارضة، على حدّ سواء، متهمة إياها بالخضوع للتعليمات، “الحكومة تقول إنها حكومة صاحب الجلالة، والمعارضة تقول إنها معارضة صاحب الجلالة، ولا أحدَ منهما يتوفّر على برنامج، ويخضعون للتعليمات” تقول منيب، وزادت أنّ “النظام يريدُ أن يكون هناك تواطؤ للنخب على حساب مصلحة الشعب، ويدقّ المسمار في نعش العمل السياسي”.
وفي تقييمها لحصيلة الحكومة الحالية بقيادة حزب العدالة والتنمية، قالتْ منيبُ إنّ هناكَ صعوبات جمّة تواجهها، ولكن يجبُ أنْ تكون لديْها مقاومة من أجل إحداث التغيير، واعتبرت أن أعضاء حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة “أيديهم نظيفة، لكن تنقصهم الحنكة السياسية، ولا يعرفون المخزن جيدا”.
0 commentaires:
إرسال تعليق