يطيب لنا أن نتوجه بالترحيب والتحية والشكر إلى كل من:
- الرفيقة الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد الدكتورة نبيلة منيب
- الرفاق والرفيقات مناضلات ومناضلي الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية الحاضرات والحاضرين معنا في هذا العرس النضالي البهيج.
- أسرة الرفيق فريد اعدشين الكريمة الحاضرة مع المحتفى به.
- الرفيق فريد اعدشين أحد أهم أيقونات النضال السياسي والنقابي محليا وجهويا ووطنيا، والذي لم تمنعه فداحة معاناته وشدة مكابدته لما يعتصره من الآلام المصاحبة لوضعه الصحي الخطير من الحضور معنا في أمسية تكريمه التي ينظمها فرع الحزب الاشتراكي الموحد بمكناس، مقدما بذلك درسا آخر من دروسه في النضال والسلوك والتضحية ونكران الذات، ينضاف إلى سجله المدون بمداد من ذهب والحافل بالخدمات الجليلة التي قدمها للشغيلة التعليمية والطبقة العاملة والشعب المغربي على مدى عقود من الأداء المهني الوظيفي والنضال الديمقراطي السياسي والممارسة النقابية الجادة والمنظمة.
- أيها الحضور الكريم:
إن من تقاليد اليسار المغربي عموما ومن عادة الحزب الاشتراكي الموحد خصوصا، ومن أخلاق مناضلاته ومناضليه أن يسجلوا بكامل الفخر والاعتزاز التضحيات الجسيمة التي يقدمها المناضلون دفاعا عن قضايا الديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وخدمة للطبقة العاملة وصيانة مكتسباتها المادية والمعنوية وحماية حقوقها من الهجومات المتكررة التي تنهجها الدولة وأرباب العمل.
وفي هذا السياق تأتي هذه الالتفاتة المتواضعة إلى الرفيق العزيز الودود الخلوق فريد اعدشين، والتي لن تفيه حقه ولن ترد مثقال ذرة من جليل الخدمات العظيمة التي قدمها لفائدة الشغيلة والشعب المغربي. فالتاريخ وحده كفيل بتسجيلها وبتبويئه وتنزيله مكناته المستحقة في تاريخ النضال الديمقراطي المغربي الحديث.
واسمحوا لي - نيابة عن الرفيقات والرفاق في الاشتراكي الموحد- أن نعبر لكم عن مدى استصعابنا لمهمة إلقاء هذه الكلمة، إذ نفذت طاقتنا وقلت حيلتنا في تجميع خصال ومزايا الرفيق فريد اعدشين. وكان الأولى والأصح أن يقدم رفاق دربه في النضال، والذين خبروا مسيرته وعايشوا معاركه النضالية، شهاداتهم ومذكراتهم بصدده، الأمر الذي تعذر علينا تنفيذه، ونحن نسابق الزمن من أجل إنجاح هذا العرس النضالي.
- أيها الحضور الكريم:
ليس بمقدور أية كلمة إذن أن تتحول إلى عرفان بالجميل أو تقدير واعتراف بالجهود الأسطورية التي بذلها وما زال يبذلها رفيقنا وهو يدبر صموده ومقاومته للمرض العضال الذي ألم به، بصبر منقطع النظير وأناة وحكمة سامية وتشبث نادر بالأمل في العلاج. وهو ما لمسناه من خلال زياراتنا إليه بمقر سكناه في حي تولال، حيث وقفنا مشدوهين
أمام قامة إنسانية من عيار فريد، تصير الآلام بلسما للجراح وتحيل دياجير وظلمات الزمن الضاغط فسحات من نور وآمال. وقد شدت انتباهنا كاريزمية الرجل الذي عركته السنون والتجارب وصقلت في شخصيته صفات استثنائية ألبسته حكمة المنطق ولطف التوجيه وصدق الخطاب وعفة اللسان ونقاء السريرة ورجاحة العقل وبيان المنطق وحفظ الود والوفاء للمبادئ.
- أيها الحضور الكريم:
لعل أهم المحطات في حياة الرجل يمكن أن نتسهلها بفترة نضاله من داخل القطاع التلاميذي والطلابي المرتبط بمنظمة 23 مارس. ثم فترة انخراطه في فصيل الطلبة الديمقراطيين ذي الوشائج القوية مع منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، ولاحقا إبان اشتغاله بالتدريس في مولاي بوعزة وخنيفرة التي أسس بها فرع منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، وخاض عبره نضالا سياسيا واكبه نضال نقابي جاد ومسؤول ومكافح في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ثم في الجامعة الوطنية للتعليم (الاتحاد المغربي للشغل)، نضال يخدم الشغيلة التعليمية والطبقة العاملة ويتضامن مع همومها ومشاغلها ويدافع عن مكتسباتها وحقوقها. سلك في كل ذلك مسلكا شاقا وصعبا وطويلا، استفرغ فيه جهودا عظيمة، استكملها بكل من نيابتي الناظور ومكناس. غير أن أهم محطة يلزم التوقف عندها والإفادة من منجزاتها ومحصلاتها هي محطة تأسيس النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي. والتي فازت بجميع مقاعد الفئة في استحقاقات انتخابات اللجان الثنائية المتساوية الأعضاء. وهذا ملمح دال في سيرة الزعيم النقابي والقائد المؤسس لهذه النقابة رفيقنا فريد اعدشين، يجعل منه أستاذا في النضال وصاحب مدرسة وازنة في سيرورة التغيير الديمقراطي المنشود، وجب الإفادة من محصلاتها ومن مغانمها ومن مستدقاتها على مستويات التنظيم والتواصل النقابي والإشعاع والتعبئة وجعل القضية الاجتماعية في قلب قضية الديمقراطية، وكذا تعميق ممارستها وإرغام الدولة والرأسمال على احترام إرادة المواطنين وتلبية مطالبهم، وصولا إلى بناء الدولة الديمقراطية الحديثة التي تضمن التوزيع العادل لثروات البلاد والتي تضع حدا للإفلات من العقاب، والتي تؤسس للكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
أيها الزعيم النقابي الرفيق فريد اعداشين، أيها العزيز، الكبير، الخلوق، البشوش والصادق: إن التاريخ وحده هو الذي بمقدوره أن ينصفك... أما نحن، فلك منا محض الوداد والمحبة وعظيم التقدير والاحترام اللامحدود، ولك منا أن تظل في قلوبنا وعقولنا معلما في النضال ونبراسا نهتدي بنوره وبجليل إنجازاته وعظيم تضحياته. ولك منا الوفاء والثبات في السير على الطريق الذي عبدته بعرقك وجهدك وصدقك ما أمكننا ذلك. ولك منا أن ننتجع مدرستك في النضال الاجتماعي والممارسة السياسية الديمقراطية، وأن ننهل من دروسها ومحصلاتها، وأن نطورها على قدر الوسع والطاقة.
ولنا منك الصفح والعفو والتماس الأعذار أن تركناك لوحدك تواجه مصيرك المحتوم.
ولنا منك تجاوز فداحة أخطائنا في حقك وتهاوننا في مد يد العون والمؤازة.
ولنا منك نظرة رحيمة مسامحة إلى رفاق وأبناء لم يثمنوا مبدأ التضامن الذي أفنيت زهرة عمرك في تشييده ونشره وتقعيده.
ولنا منك الغفران على شح، بل غياب المبادرات الرفاقية المتضامنة والمؤازة والمعرفة بمحنتك التي تكابدها مكابدة الأبطال الأسطوريين وحيدا متفردا فريدا.
0 commentaires:
إرسال تعليق