ينتابني شعور من الإستفزاز و
القرف،عندما أسمع و أقرأ الإنتقادات اللاذعة الموجهة لحكومتنا الموقرة ،و التي
إختارها الشعب المغربي مجازا بإرادته من خلال التصويت عليها بشكل استثنائي،مما
يفند مواقف كل أعداء الاستقرار ببلادنا،و الذين لا يتوانون على الدعوة للاحتجاج و
التظاهر ضد حكومة لم تقترف من ذنب سوى أنها تدعو للأمر بالمعروف و النهي عن
المنكر.
و لعل أولى حسنات هذه الحكومة المفترى
عليها،هي عندما نهت عن المنكر القائم في إستقرار أثمنة الكازوال التي لا يستفيد
منها الفقراء بل من يستفيد منها هم الأغنياء، فقررت الأمر بالمعروف و رفع من
الأثمنة،حتى لا يبقى الغني وحده من يستفيد من هذه الإمتيازات و معها ايضا رفع في
أثمنة المواد الإستهلاكية أخرها (دانون و مشتقاته...).
المسألة لم تقف عند هذا الحد فحكومتنا
الموقرة ،التي يقودها قائدها الهمام السيد عبد الإله بنزيدان عفوا بنكيران،نفذ
برنامجه الذي وعد به المغاربة قبل الإنتخابات الشرعية طبعا ،و المتمثلة أساسا في
محاربة الفساد و الإستبداد،و طبق الشريعة من خلال الأمر بالمعروف و النهي عن
المنكر ،وذلك حينما حارب الفساد من داخل حكومته بعفى الله عمى سلف و بتشييع قيم
التسامح عندما سامح رفيق دربه في النزاهة "مزوار" و تحالف معه و هو الأمر
الذي يخدم المصلحة العليا للوطن ،و هي الصيغة التي لم يتقبلها أعداء الشريعة و
أعداء استقرار وحدتنا الترابية ،فطوبا لك بنكيران.
بنكيران
نفد ايضا ما وعد به قبل الإنتخابات من خلال تخفيض عدد الوزراء و نفد وعده لأن وعد
الحر دين له فكان عدد الوزراء في الحكومة الثانية 39،فنعم الأخلاق و نعم القيم.
و لم يتقبل أعداء الحرية ببلادنا
السعيدة، عندما مارس قائد الإنقلاب المظفر على الفساد بوطننا طبعا السيد"بنكيران"
السكوت عن الحق شيطان أخرس ،فنعث معرقلي التطور و تقدم البلاد ،و الذين يمارسون
الفساد و الإستبداد ب "العفاريت و التماسيح" فلم يرق ذلك
المنتقدين،لأنهم لم يعتادوا على مثل هذه الجرأة و المحاسبة المباشرة لكل ناهبي
المال العام ببلادنا،لأنهم ترعرعوا في الريع،الذي ترفضه حكومة بعض المغاربة،عفوا
جل المغاربة جملة و تفصيلا.
معارضو
هذه الحكومة،لم يتقبلوا أن رئيسها لأول مرة في تاريخ المغرب سوف يجسد بنود الدستور
المصوت عليه بشبه إجماع،و هو الدستور الذي يصفه بعض ممن لا يمتلكون سوى النقد
الهدام ،بالدستور الممنوح،فبدأ بتنفيذ بنود و فصول دستورنا الشعبي الديمقراطي
،بدءا من تعيينه للسفراءو الولاة انتهاءا الى تعيينه المباشر لوزراء التعديل
الحكومي.
أيتها الحكومة الموقرة و الداعية للأمر
بالمعروف و النهي عن المنكر،مواطن بسيط يناشدكم في إستمرار تنفيذ سياستكم،القاضية
بقمع كل المحتاجين الطغاة،بقمع كل من يسمون أنفسهم بــ " شباب حركة 20 فبراير"،فهم
لا يمثلون سوى أنفسهم الضعيفة،و كيف لا و هم من لم يستطيعوا تعبئة هذا الشعب الذي
يعيش في رفاهية و استقرار،شوارع طنجة
و البيضاء،شاهدة على العشرات التي كانت تندد
بالأوضاع الرفاهية التي تعيشها مسيرات 20 فبراير و 20 أبريل شاهدة على ذلك،و
الدولة الموقرة،تواجههم بجل أنواع الورود 6 مارس بطنجة
و 13 مارس
بالدار البيضاء.
السجون
أيضا تصرخ بصوت عال نظرا لفراغها من المعتقلين السياسيين،فأنتم دعوتم الى الأمر
بالمعروف،وتصالحتم مع الشعب و قطعتم مع سياسة سنوات الرصاص،و مع سياسة
التعذيب،القطع مع سياسة الحكرة،أسألوا حميد مجدي،و ياسر كميرة و عبد الحليم
البقالي و معاذ الحاقد و الكبوري،و معتقلي 6 أبريل ............ليحكون لكم عن حسن
الضيافة و الكرم و عن الصدق الذي تتميز به هذه الحكومة.
اسألوا طلبة الإتحاد الوطني لطلبة
المغرب بفاس و مكناس و القنيطرة و تطوان.....اسألوا التلاميذ بالعديد من المدن
المغربية عن حسن تعامل قوات القمع عفوا قوات الأمن معهم.
يا من تشككنا في حكومتنا،أسألوا شوارع الرباط
الغير
الملطخة بدماء المعطلين و الأساتذة المعتصمين،و اسألوا أجسادهم التي رحب بها
بالورود و العطر،اسألوا المكفوفين عن حسن تعامل رجال الشرطة معهم،إسألو نقابيي
ورزازات على تعاطي السلطات معهم.
و من حسن كرم المواطنين،إلى حرية
الإعلام المغربي و دمقرطته،فالإعلام المغربي في عهد حكومتنا الناهية عن
المنكر،عاشت ازدهارا ليس له مثيل،فأصبح جل الصحافيون لهم الحق في التعبير و
الكتابة بل أصبحوا يتلقون الدعم و التشجيع،فكيف
لا و هي الحكومة التي كرمت الإعلامية فاطمة الإفريقي و شجعتها على
استمرار في الكتابة،و هي الحكومة التي شجعت خالد أكدار على رسومه الكاريكاتيرية
وشجعت علي أنوزلا على تحليله السياسي و شجعت الحسناوي و غيرهم.
حكومتنا
الموقرة لا أعرف لماذا يعارضونكم ، انتم الذين جعلتم من التلفزة المغربية منبرا
لفضح ناهبي المال العام،و منبرا للتوعية و التعبئة بحقوق المواطنين،و منبرا
للمقهورين و المحرومين،أنتم من قطعتم مع سهرات الرداءة و عممتم أمسيات الأغنية
الهادفة،أنتم من قطعتم مع مسلسلات المكسيكية و التركية و عممتم مسلسلات التي تحكي
الواقع المغربي،أنتم من عممتم ثقافات حقوق الإنسان و الإلتزام بمواثيقها
الدولية،فأصبح المواطنون واعون بها بفضل إعلامكم الحر و النزيه.
فوزارة إعلامكم عملت على تقنين الإعلام
و الحفاظ على استقلالية الصحافة الإلكترونية،و سمحت لجل الكتابات و المجلات و
الكتب بالنشر و البيع بوطننا الحبيب،أسألو عن كتاب المفترس كم من نسخة بيعة منه
بالمغرب.
اما إذا تحدثنا عن القضاء،فالقضاء أصبح
نزيها،وعمل على القطع مع كل ترسبات الماضي،و حاسب كل الفاسدين و حكم عليهم،و عمل
على إطلاق سراح المعتقلين،و الوقوف الى جانب المظلومين،بمحكماتهم العادلة و
المشروعة،أسألوا المعتقلين و المتابعين فعهد ظروف خاصة انتهى.
أما إذا
إنتقلنا الى القضاء على المهرجانات الغير الهادفة،فالحكومة نفدت برنامجها
الانتخابي،و منعت مهرجانات الفساد،مهرجانات التي تسلب أموال الشعب،فمنعت مهرجان
موازين و لم يعد يحضى بالرعاية،و عملتم على القطع مع مؤتمر أماديوز،و منعت التطبيع
مع الصهاينة،و إحتججتم على ذلك،و لم ترضوا باستقبالهم في مؤتمراتكم و
بيوتكم،فدعمتم بذلك إخوانكم في فلسطين.
أما عن المنجزات و الأوراش الكبرى
ببلادنا فهي لا تعد و لا تحصى،إذ تمكنتم من تعزيز الانتقال الديمقراطي ببلادنا،
فأصبح التعليم شعبي ديمقراطي مجاني و موحد،يوفر جل شروط التحصيل العلمي،حيث
الأقسام لا يوجد بها أكثر من 20 تلميذا،و تم القطع مع الدروس الإضافية،وتم العمل على
تعبيد الطرق و التوفير المواصلات لتلاميذ القرى،و تم تأهيل القطاع التعليم ليواكب
مستجدات سوق الشغل و أصبح المغرب بشكل معكوس طبعا يحتل المرتبة الثانية عالميا في
التعليم.
اما في ميدان الصحي فوفرتم كل مستلزمات العلاج،أطباء و
ممرضون كافون،لكل عشرة مواطنين طبيب و ممرض،و معاملتهم للمرضى أصبحت جد حسنة،تقديم
الخدمات في المستشفيات أصبحت مجانية،أما عن نظافة المستشفيات فجد ،و الأدوية
متوفرة و بأثمنة في متناول الجميع.
اما عن البطالة فتم القضاء عليها و عملتم على تشغيل جل
الدكاترة و الحاصلين على الماستير و الإجازة،فلماذا كل هذه الاحتجاجات و
الإنتقادات؟،لماذا لم تفهموا سيد بنكيران عندما خاطبكم ب فهمتوني و لا لا؟.
أمام كل هذه المنجزات التي عرفتها بلادنا في عهدكم أقول لكم
بالفعل أنتم حكومة الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف ،عفوا الأمر بالمعروف و النهي
عن المنكر ،خصوصا أن في عهدكم استطعتم المطالبة بمحاكمة مغتصبي الأطفال و القاصرين
و عدم العفو عنهم "دانييل " نموذجا،و أقول لكل من يحتج حتى لا ينام
الأغنياء على حساب الفقراء،عفوا حتى لا ينام الفقراء على حساب الأغنياء،كفوا عن
الضجيج فنحن أصبحنا نعيش في دولة تنعم بالديمقراطية،بدولة يسود فيها الملك و لا
يحكم،في دولة تسود فيها إرادة الشعب،حيث الشعب مصدر السلطة و السيادة.
فافرحوا أيها الفقراء و المهمشون و غنوا و هللوا،أصبحنا
نمتلك نظاما ديمقراطيا بمعايير دولية،أصبحنا نمتلك حكومة تدافع عنا،و عن حقنا في
العيش و الحرية و الكرامة.
0 commentaires:
إرسال تعليق