الرباط – «القدس العربي» وجهت زعيمة يسارية مغربية معارضة انتقادات حادة لسياسة الدولة والحكومة في تدبير الملفات التي تشغل المواطن المغربي وقالت ان الأحزاب، أغلبية ومعارضة، خاضعة للتعليمات.
وانتقدت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد أمينة منيب، بشدة، السياسة التي ينهجها المغرب منذ عقود لعلاج مشكل الصحراء، في شقها المتعلق بمحاولة استمالة نشطاء جبهة البوليساريو من خلال منحهم امتيازات مادية، لمن يترك الجبهة ويعود للمغرب.وقالت، أول امرأة زعيمة لحزب يساري في المغرب، ان «منح امتيازات للانفصاليين العائدين إلى المغرب في إطار سياسة «إن الوطن غفور رحيم»، التي ابتدعها الملك الراحل الحسن الثاني هو تدبير أحمق وتشجيع على الريع وتساءلت «لماذا تعطي الدولة لمجموعة من الأشخاص حق الاستفادة من مقالع الرمال في الجنوب في إطار إن الوطن غفور رحيم، ليجنوا منها المليارات، الحماق هادشي، وهذا غير مقبول».
ونجحت سياسة «الوطن غفور رحيم» التي تبناها المغرب في الاتصال مع مسؤولين وقيادات في جبهة البوليساريو في انشقاق عدد من هؤلاء وعودتهم للمغرب.
وتسعى جبهة البوليساريو إلى فصل الصحراء الغربية عن المغرب وإقامة دولة مستقلة عليها ويقول المغرب بمنح الصحراويين حكما ذاتيا تحت سيادته.
ووجهت خلال الشهور الاخيرة انتقدات شديدة من عدة جهات لتدبير الدولة لملف النزاع القائم منذ 1975 وتتعلق هذه الانتقادات اساسا بخلق فئة صحراوية استفادت من سياسة الريع. وقالت الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد في لقاء مع طلاب مؤسسة خاصة للتعليم العالي نقله موقع «هسبرس» ان الوطنية يجب أن تكون صادقة، بعيدا عن السعي وراء المنافع المادية، «ماذا صنع هؤلاء للقضية الوطنية، وماذا فعلوا باش نتصالحوا مع خوتنا الذين لهم طرح انفصالي ونلمو الشمل؟ ما داروا والو، فقط يستفيدون من الريع».
واعتبرت منيب أن الامتيازات التي يحظى بها المستفيدون من «إن الوطن غفور رحيم» تدخل في إطار منظومة «الريع السياسي والاقتصادي والنقابي» التي خلقها المخزن، «لأن النظام احتكر جميع السلطة ولا يمكن لأي سلطة مضادة أن تنافسه على الساحة، وكلما كانت هناك أصوات مضادة يسارع المخزن لشرائها، وكل صوت بثمن».
وأكدت «نحن نريد ملكية برلمانية تكون ضامنة لاستقرار البلاد، ولكن الشعب هو الذي يجب أن يحكم»، وانتقدت زعيمة الاشتراكي الموحد المحيط الملكي قائلة إنه «يستفيد من الواقع الحالي ويمانع من التغيير».وهاجمت منيب أحزاب الأغلبية والمعارضة، على حد سواء، متهمة إياها بالخضوع للتعليمات، «الحكومة تقول إنها حكومة صاحب الجلالة، والمعارضة تقول إنها معارضة صاحب الجلالة، ولا أحد منهما يتوفر على برنامج، ويخضعون للتعليمات» وأضافت أن «النظام يريد أن يكون هناك تواطؤ للنخب على حساب مصلحة الشعب، ويدق المسمار في نعش العمل السياسي».
وقالت ان صعوبات جمة نواجه الحكومة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية ذات المرجعية الاسلامية، «إن هناك صعوبات جمة تواجهها، ولكن يجب أن تكون لديها مقاومة من أجل إحداث التغيير، وأكدت ان أعضاء حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة «أيديهم نظيفة، لكن تنقصهم الحنكة السياسية، ولا يعرفون المخزن جيدا» ووصفت الحكومة بـ»المغلوبة على نفسها»، داعية إياها إلى استلهام بعض التجارب الناجحة من بعض البلدان، في إشارة منها إلى حزب «بوديموس» في إسبانيا، وحزب «سيريزا» في اليونان.
وقالت نبيلة منيب، في لقاء حزبي ان المغرب يعيش محطة سياسية جديدة، ما بعد حركة 20 شباط/فبراير، مؤكدة رفضها لما سمته «الانحباس السياسي» في البلاد، ورفض الأزمة الاجتماعية الخانقة، مع انسداد الأفق أمام الشباب المغاربة».
وأكدت أنه رغم أزمة النظام النيوليبرالي، الذي له سلطة فوق وطنية، يمكن التصدي لتوصيات المؤسسات المالية، وإيقاف مسلسل التقشف، وتفقير الجماهير الذي تطبقه الحكومة، بغاية ضرب القدرة الشرائية للمواطنين، ومجال الحريات والحقوق، واستهداف مكتسبات الطبقة العاملة».
ودعت منيب إلى نهج سياسة التوزيع العادل للثروات، والمحافظة عليها، وعقلنة استعمالها، وتوفير فرض الشغل، وإقرار نظام ضريبي عادل، مع الاعتناء بالشباب والفئات الفقيرة، والمناطق المهمشة» وشددت على أن هذا الواقع «لن يتأتى ذلك إلا بالتواجد داخل المؤسسات، من أجل اتخاذ القرارات التي تسير ومطالب المواطنين، فضلا عن الحفاظ على المال العام من التبديد، وسوء التسيير، وإحقاق الحقوق، والديمقراطية التشاركية.
وقالت ان «جدار الخوف توارى إلى الخلف» و»النظام المخزني» الذي يروج لوجود أزمة اجتماعية واقتصادية، والتهديدات الإرهابية، يفضل الإبقاء على «الاستبداد»، مبدية رفضها جر البلاد نحو انحباس سياسي ومجتمعي شامل».
وقالت نبيلة منيب إن اللحظة الحالية هي لحظة صمود ومقاومة، من أجل تحقيق حلم المغاربة في تحقيق الديمقراطية، بعيدا عن ديمقراطية الواجهة داخل لعبة سياسية مغشوشة».
واعربت عن أملها في ان تشكل فيدرالية اليسار الديمقراطي، التي تجمع عددا من الأحزاب اليسارية، لبنة لإعادة بناء اليسار، ولتقوية الصف التقدمي في البلاد، فضلا عن دعوة مكوناتها إلى الإنفتاح على فئات غاضبة من الأوضاع الحالية، في إطار تعاقد مع المواطنين، وربط المسؤولية السياسية بالأخلاق.
محمود معروف
0 commentaires:
إرسال تعليق