ستتوجه الشغيلة التعليمية بعد أيام إلى صناديق الإقتراع لاختيار ممثليها في اللجان الثنائية المتساوية الأعضاء، و في مثل هذه الحالات، تتشابك الرؤى و المواقف و المسلكيات حتى في ميدان الدعاية و الحملة الإنتخابية، يحاول كل طرف نقابي أن يدلي بما لديه لاستمالة نساء و رجال التعليم بهدف التصويت عليه، و لأن انتخابات التعليم غير شقيقتها الجماعية أو التشريعية، وذلك باعتبار عنصر المغايرة الأساسي و الجوهري المتمثل في كون حقل التعليم حقل النخبة و المعرفة، فلم يسبق تاريخيا أن تقدم شعب أو أمة بدون أهل التعليم و المعرفة، لذلك فإن النقاش يجب أن يطال المقولات و معادلها الموضوعي/الواقعي، و النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل حمالة مقولات و مواقف.
1- مقولة: من لا تاريخ له لا مستقبل له.
إن النقابة الوطنية للتعليم ( ك د ش) هي النقابة الوحيدة الحاملة لإرث تاريخي نضالي مؤسس، فمنذ نشأتها أواسط الستينيات و هي تشق طريق التنوير و التقدم لأجيال متعاقبة، و قد قدمت من أجل ذلك دروسا في العمود الفكري و النضالي، و بهذا تملك مصداقية الحديث عن مستقبل المعلم و المتعلم.
2- مقولة: جدلية السياسي و النقابي أساس الإرتباط الجماهيري.
شَكَّل بُعْد العلاقة الجدلية بين كل ما هو نقابي بما هو سياسي أساس التحالفات الموضوعية للنقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) مع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و النقابة الوطنية للتعليم العالي، كما كانت و لازالت حاضنة اليسار المغربي السبعيني و الحداثي الديمقراطي حاليا، فهي النقابة الوحيدة أيضا، التي واكبت نشوء التيارات اليسارية المناضلة المغربية و هي حاضنتها إلى اليوم، و تنفرد لوحدها بهذه التعددية الحقيقية.
3- مقولة: تحرير المرأة أساس تحرر المجتمع.
كانت النقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) الأكثر احتضانا لتيار النضال النسائي بكل مقولاته و مواقفه، عايشنا كيف استقبلت النقابة أفواج المناضلات اليساريات الملتحقات بالتعليم، و هن يفتحن ورشات داخل النقابة لنشر الوعي النسائي، و نعايش اليوم ورشة المرأة الكدشية و هي ورشة أساسية، و كل ذلك بما حققه من أدوار طلائعية للمناضلة النوتية.
4- مقولة: المدرسة العمومية أساس التنمية الاجتماعية.
تعتز كل منخرطة و كل منخرط في النضال داخل النقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش)، بأنها-النقابة- الوحيدة امتلكت تصورا واضحا للمدرسة العمومية باعتبارها الحقل الوحيد للتوزيع العادل للمعرفة على جميع أبناء الوطن، و لأنها كذلك، فإن موقفها من مختلف الإصلاحات كان واضحا، و الندوة الوطنية ف 2005 أكثر وضوحا.
إن المقولات أعلاه، و على سبيل المثال لا الحصر، تمثل قاعدة مواقف النقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش)، ويمكن التمثيل لذلك كالتالي:
1- إنها الوحيدة التي سجلت موقفها بوضوح من الميثاق الوطني للتربية و التكوين، إذ تشبثت، و بقوة، بالإلزامية و المجانية والتعميم و دعَمها في هذا اليسار المغربي الديمقراطي.
2- موقفها الأكثر وضوحا من المخطط الاستعجالي، فهي النقابة الوحيدة التي رفضت الدخول في أوراشه، و قدمت رؤية بديلة عنه منبهة إلى نتائجه الكارثية قبل حصولها.
3- موقفها من مؤسسات التميز، و التي كانت في حقيقتها مؤسسات التمييز بين أبناء الوطن من التلاميذ.
4- موقفها من التقاعد، فهي متشبثة بآلية التوظيف كقاعدة لأي إصلاح لأنظمة التقاعد، مؤكدة أن اصلاح التقاعد يجب أن يكون ضمن رؤية شاملة غير تجزيئية.
5- موقفنا من إصلاح التعليم، فالنقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) تدافع-بالقول و الممارسة- على أن المدرسة العمومية أساس أي إصلاح للتعليم، و المدرسة العمومية بأبعادها الثلاث: المورد البشري و المتن البيداغوجي و الفضاء التجهيزي، أي أن الاصلاح يجب أن ينطلق من رد الإعتبار للمدرس، ماديا و معنويا، و مؤسسات مواكبة للنمو الديمغرافي، و متن بيداغوجي عقلاني و تنويري.
6- موقفها الواضح من إصلاح نظام انتخابات اللجان الثنائية داخل الوظيفة العمومية، لتجاوز الوضعية التمثيلية لرجال و نساء التعليم بالمقارنة مع قطاعات وظيفية أخرى.
كانت تلك جُمَاع رأي حول النقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش) التي تمثل رأياً حقيقياً داخل الحقل التعليمي.
0 commentaires:
إرسال تعليق