أولا: في مشروعية وجدوى السؤال.
يبدو السؤال مستفزا لدى البعض، وكناية شماتة لدى البعض الآخر.
فبعض الإسلاميين الذين احتجزوا هياكل الاتحاد ونسبوها لأنفسهم في جنح الظلام، يعتبرون السؤال مستفزا، إذ الاتحاد قائم ومستعاد بحسبهم.
وبعض بني جلدتنا، ممن لا يعيرون اهتماما لوجود مؤسسات الاتحاد من عدمه، يستنبطون من أحلامهم الجميلة كناية الشماتة على مقاسهم الهرموني.
وفي الحالتين معا، لا يقيم أي من الفريقين وزنا لمحتوى حضور الاتحاد، زخمه النضالي، مراكمته في التأثير على سير الأحداث، حضوره اليقظ على الدوام... لاقيمة لكل هذا.. فالجاثم على هياكل وهمية للاتحاد يستقوي بها أمام كل نازلة وكفاه ذلك شر القتال.. والمتمني المعتني بالترديد الثوري ينظر و لا يبصر وتلك طامة أخرى.
سؤالنا لا ينطق حسدا ولا شماتة. بل هو استفزاز لكل ضمير حي في الوطن. أناجيه غير مال من الترديد:
ماذا لو كان أوطم قائما، وجاء حراك 20 فبراير؟؟
بعض المعارك الطلابية اليوم منكبة على تحسين أوضاع الطلبة اليومية. تلك هي مهمة النقابة لاضير.. لكن نقابتنا المعينة باسمها الضخم –أوطم- أسالت لعاب انتظارنا وتطلعنا إلى مستويات أرقى وأشمل... قضايا هيكلية في الوطن، وقضايا التحرر والديمقراطية عبر العالم.
نعم ارتبطت النقابية الطلابية الشامخة أوطم بقضايا العدل ومناهضة الاستعمار... معظم العقوبات القاسية في حقها، والقمع الأسود الذي لحقها، جاءتها من تموقعها المبدئي الصارم هذا:
الحكم على عزيز برادة رئيس المؤتمر الثامن بالإعدام لم يكن بسبب قضية مطلبية أو ما شابه. بل بسبب مقررات المؤتمر الذي انتخبه رئيسا؛ إدانة تورط النظام المغربي في حرب الرمال (1963) ضد الجارة الجزائر، وكذا إدانة مشاركة النظام العميل في اغتيال زعيم ثورة الكونكَو (باتريس لمومبا).
الحكم على عبد العزيز المنبهي بالإعدام كان النتيجة الطبيعية لاعتناق مقررات الاتحاد قضايا التحرر في العالم آنذاك.
اغتيلت الشهيدة زبيدة والشهيد عادل في مظاهرة للتضامن مع الانتفاضة الأولى للشعب الفلسطيني. فما الحال اليوم والصهيونية المجرمة تغتال الأطفال فوق أسطح المنازل وعلى رمال الشواطئ بدم بارد؟؟
وعلى الصعيد الوطني، فلا مبالغة في القول إن الطلبة ناضلوا –لفترة طويلة- بالوكالة عن ذويهم المقهورين المهمشين.
تتعدد الأمثلة والنتيجة مستقرة: أوطم رقم مهم ضمن جميع معادلات التحرر والديمقراطية في العالم.
هكذا كان الحال، حتى إن إحدى المقالات التي راجت في تسعينات القرن المنصرم، كانت تحت عنوان: أوطم مريض بالسياسة (جون أفريك).
بل حتى إن الفصائل اليسارية ذات الباع في هذا المنحى، استقرت على نقد طغيان السياسي على النقابي. كان النقد في موعده، وكان العزم على صورة أخرى من التوازن.. تعددت المبادرات وكبر الأمل، بل بدأ التخطيط للتفاصيل الصغيرة.. وفجأة اختفى بريق الاتحاد؟؟؟ فهل اختفى إلى لاعودة...
ثانيا: في ضرورة الجواب الإيجابي عن السؤال.
ذلك أنه لو كان الجواب بالنفي ما كانت من أهمية حتى لهذا العرض. ندرك حجم المهمة وجسامتها. تماما كما ندرك عجز الموكل إليهم استعادة أوطم بزخمها المعهود... ومع ذلك نبقي على بارقة الأمل. الأمل المفتوح أمام إمكانية واحدة وحيدة بعد الوعي بجسامة المهمة: أن يدرك الفاعلون في الحقل الطلابي الحقيقة الساطعة: الديمقراطية.. اليوم وغدا.
يجدر التذكير بأن هذا المخرج هو بالذات ما طرح في أفكار منتصف التسعينات. ولأسباب قد لا نتوفق في عرضها كاملة تبخر الحلم.. فهل تحققت نبوءة المرحوم جسوس الذي قالها مدوية بجامعة فاس: "إنهم يريدون جامعة تنتج أجيالا من الضباع".
نريد أوطم واقفة.. تلك حاجة للجامعة المغربية، للحقل السياسي المغربي، للدولة وللمجتمع. فهل تتقد العقول؟
0 commentaires:
إرسال تعليق