تضارب في عدد الأسر التي تعيلها نساء ضمن تقريرين لا يفصل بينهما سوى شهرين
وقعت المندوبية السامية للتخطيط في فخ تناقض الأرقام من جديد، لكن ليس مع جهة إحصائية أو مالية بعينها، بل مع نفسها هذه المرة، حين كشف بحثها الجديد حول وضعية المرأة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تضاربا في إجمالي عدد الأسر وعدد تلك التي تعيلها نساء في سياق إحصائيات همت السنة ما قبل الماضية تحديدا ، إذ أكد البحث بلوغ إجمالي الأسر 7 ملايين و300 ألف أسرة، منها مليون و400 ألف تعيلها امرأة، فيما تضمن بحث آخر لمندوبية التخطيط صدر شهر أكتوبر الماضي بمناسبة اليوم الوطني للمرأة، معطيات تفيد أن العدد الإجمالي للأسر لا يتعدى 6 ملايين و813 ألف أسرة، منها مليون و203 آلاف أسرة تعليها امرأة، ما يمثل فارقا في العدد الإجمالي للأسر يصل إلى 487 ألف أسرة بين البحثين.
ومن جهته، أكد البحث الأخير الصادر عن المندوبية السامية للتخطيط، أن أزيد من ربع مليون امرأة تعيش بمفردها، أي ما يمثل 4.2 في المائة من مجموع الأسر المغربية، إذ تشير الإحصائيات السوسيو- ديمغرافية إلى تجاوز عمر نصف هؤلاء النساء ستين سنة، بينما تتراوح أعمار نسبة 35.8 في المائة منهن بين 30 و59 سنة، فيما تقل أعمار 5.6 في المائة من النساء الوحيدات عن 30 سنة.
وعزا البحث، الذي حمل عنوان: «المرأة المغربية وسوق الشغل: الخصائص والتطور»، هذا الوضع الاجتماعي، إلى عوامل الشيخوخة التي تغطي نسبة 64.5 في المائة من مجموع النساء اللائي يعشن بمفردهن، والطلاق بالنسبة إلى 14 في المائة منهن، إذ تتسم هذه الفئة بمحدودية تكوينها التعليمي، فنسبة 87.4 في المائة منهم لا تتوفر على شهادات تعليمية، كما أن معدل انخراطها في سوق الشغل لا يكاد يتجاوز 21 في المائة.
وكشف البحث الذي هم السنة ما قبل الماضية، إعالة النساء وتدبيرهن لحياة 1.4 من أصل 7.3 مليون أسرة، بزائد 1.5 نقطة مقارنة مع سنة 2000، وتركزت نسبة 20.5 في المائة من هذه الأسر في المجال الحضري، بينما سجلت نسبة 17 في المائة في المجال القروي، إذ يتجاوز معدل أعمار حوالي نصف هؤلاء النساء ستين سنة.
وحسب الحالة الاجتماعية لهذه الفئة من النساء، فإن نسبة 27.3 في المائة منهن متزوجات، و10.9 في المائة مطلقات، بينما تصل نسبة العازبات إلى 6.7 في المائة، في الوقت الذي أشار بحث المندوبية السامية للتخطيط إلى توفر ربع النساء المعيلات لأسرهن على عمل، فيما اعتبر سبعة من أصل عشر نساء غير نشيطات، بينما صنفت نسبة 53.8 في المائة منهن ربات بيوت.
وفي سياق متصل، أكد بحث الجديد أن النساء العاملات خلال 2012 «أصغر سنا نسبيا «، ذلك أن أعمار 42.4 في المائة منهن عن 35 سنة، إذ أن انخراط الفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن 25 سنة، في الوسط القروي، في الأنشطة الفلاحية يجعل حصتهن من عمل النساء تصل حوالي 20 في المائة، في حين لا تتعدى هذه النسبة 10.3 في المائة في الوسط الحضري، نتيجة جهود أكبر من أجل تمدرس الفتيات».
وتظهر بنية الأنشطة المزاولة حسب الحالة العائلية، أن أزيد من نصف النساء العاملات متزوجات (57.7 في المائة)، و30.7 في المائة عازبات، و11.7 في المائة أرامل أو مطلقات، إذ أشارت الدراسة إلى أن سبع نساء من أصل عشر يعملن لا تتوفر على شهادة، موضحة أن هذه النسبة بلغت 92.7 في المائة في المناطق القروية، مقابل 38.2 في المائة في المناطق الحضرية.
بدر الدين عتيقي
0 commentaires:
إرسال تعليق