ذ. عبد اللطيف اليوسفي رئيس تحرير مجلة الربيع في حوار مع الموحد حول إصدار المجلة

الموحد:

 مرحبا بك أستاذ اليوسفي تعتزمون في مركز بنسعيد للدراسات والأبحاث إصدار مجلة فكرية، هل يمكن ان تحدثونا عن فكرة المجلة ودواعي إصدارها؟

ذ اليوسفي عبد اللطيف :

 تعلمون أن مركز محمد بنسعيد ايت إيدر للدراسات والأبحاث يعمل منذ تأسيسه في 23 أبريل 2011  من أجل أهداف دقيقة وطموحة لإرساء مؤسسة للبحث والتوثيق والترجمة والنشر والتنشيط الثقافي تهتم بكل ما يتصل بالمغرب مجتمعا ودولة في هويته ومصيره التاريخيين كما في أوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد حدد من ضمن وسائل عمله إنشاء أرشيف يوثق للمادة التاريخية المجمعة والمحققة ذات الصلة بتاريخ اليسار وبناء قاعدة بيانات وظيفية توضع رهن إشارة الباحثين وتنظيم الأبحاث والندوات والدراسات وإصدار دورية خاصة بالمركز وإحداث موقع إلكتروني وإصدار ونشر المطبوعات ذات العلاقة باهتمامات المركز. وفي هذا الصدد جاءت فكرة إصدار مجلة فصلية تُعنى بالقضايا الفكرية والثقافية تصدر منها أربعة أعداد سنويا باللغة العربية وعددان باللغة الفرنسية، وتهدف هذه المجلة المساهمة في تجديد الوعي الثقافي على الساحة الوطنية والجهوية في تفاعل دينامي مع الأحداث والتحولات العميقة التي تعرفها المجتمعات العربية والمغاربية منذ ربيع 2011 إلى اليوم كما تأتي هذه المجلة لتجيب عن بعض من الحاجات الفعلية التي رصدناها في واقعنا السياسي حاجتنا جميعا إلى إعادة الاعتبار للاجتهاد الفكري وللنقاش والجدال ومطارحة الأفكار وهو الأمر الذي بدأ يضمحل في مجتمعنا وينتج عنه بؤس عميق في الخطاب السياسي والفكري على العموم. والمجلة في هذا تسعى إلى التكامل مع منابر أخرى ومع مجهودات تقوم بها أطراف مختلفة وبذلك فإنها لا تدعي لنفسها امتلاك الحقيقة أو الاهتداء إلى الطريق الأوحد إلى الصواب وإنما تسعى إلى أن تشكل صوتا وازنا في الساحة صوتا نضاليا صوتا واضحا صوتا جريئا.

الموحد:

كان من المفترض أن تكون المجلة في الأكشاك منذ شهر مارس، يبدو أن هناك صعوبات معينة لاقتكم إبان إخراجها، هل هي صعوبات مالية أو صعوبات متعلقة بالنشر؟

ذ اليوسفي عبد اللطيف :

 نعم كنا نعمل بجد من أجل أن يكون العدد الأول في الأكشاك في شهر مارس 2015 غير أن طموح هيئة التحرير في أن يصدر العدد في حلة لائقة بانتظارات محيط المركز والساحة الثقافية المغربية اضطرنا إلى إعادة النظر مرات عديدة في الغلاف والإخراج، هذا إضافة إلى أن الهيئة مازالت قليلة العدد وتتشكل كلها من متطوعات ومتطوعين يجدون أنفسهم تحت إرغامات التوفيق بين العمل وهذه المهمة إضافة إلى التزامات نضالية وغيرها. هذا علاوة عن الظروف التقنية الصعبة التي تواجه عادة العدد الأول من كل إصدار. وإني إذ أشكر كل القامات التي ساهمت بكتاباتها في هذا العدد فأني انوه بروح التعاون والتضحية التي طبعت عمل الفريق وسكرتيره وآمل في نفس الوقت أن تتسع دائرة المتعاونين والمتعاونات معنا لنرقى بالمجلة إلى مستوى طموحنا.

الموحد:

 اخترتم في مجلة الربيع أن يكون العدد الأول يهتم بموضوع الدين والسياسة، هل للأمر علاقة بالمشهد المغربي بوجود حزب ذي مرجعية دينية في الحكومة والتحولات التي تحرفها حركات الإسلام السياسي والحركات السلفية أم له علاقة أكثر بتطور الأحداث بالمنطقة العربية عموما؟

ذ اليوسفي عبد اللطيف :

 إن أول امتحان مرت منه المجلة هو التسمية وقد اخترنا اسم "الربيع" بوعي كامل وإصرار مع كل التحفظات التي سجلها البعض. وكنا نصر على هذا الإسم الذي يعني عندنا في المركز الربيع الآخر /الربيع المؤمل /الربيع المنشود /الربيع المنتظر. بعده دخلنا امتحان تحديد الخط التحريري المنسجم مع خط المركز واختياراته من جهة ومع طموحنا في التجديد الذي يبرر الإضافة من جهة ثانية. بعدها كان اختيار المحور : السياسة والدين وهو اختيار كانت كل إشاراتكم حاضرة فيه ولو بنسب متفاوتة. ولكن الدافع الأساس كان هو مساعدة مجتمعاتنا على رؤية أنصع وأوضح في موضوع علاقة الدين بالسياسة كما يتضح ذلك من أرضية المحور ومقدمة العدد. وغير خاف عليكم أن سؤال العلاقة بين الدين والسياسة سؤال قديم ولكنه اليوم يتجدد ويلح علينا بقوة خاصة بعد ثورة الياسمين وما حبلت به الأحداث بعد ذلك. وبدهي أن لكل ذلك علاقة وثيقة بموقفنا السياسي وموقفنا المبدئي في علاقة الدين بالسياسية ورفض ركوب أحصنة الدين للوصول إلى كراسي ومواقع الحكم.

الموحد:

 ماذا عن محتويات العدد الأول؟ وكيف تتوقعون حضورها ضمن مجمل الإصدارات المغربية والعربية ذات الصلة؟

ذ اليوسفي عبد اللطيف :

يتضمن العدد الأول من مجلة الربيع محورا ضخما حول السياسة والدين استقطب كتابات علمية عالية المستوى من باحثين وأساتذة ومفكرين وممارسين للفعل السياسي من قناعات مختلفة. وتجدون التفاصيل الدقيقة للمواضيع والباحثين أصحابها ضمن نسخة من فهرس المجلة الملحق بهذه المقابلة (انظر الفهرس).

وقد عززنا المقالات والأبحاث وبحوار هام مع المفكر المغربي عبد الله حمودي الذي لا يخفى على أحد موقعه الفكري واجتهاداته ووزنه العلمي. وشفعنا كل ذلك بتنظم كائدة دار حولها النقاش بين أساتذة باحثين وفاعلين سياسيين من مواقع وقناعات مختلفة بحيث استضفنا الأساتذة مصطفى بوهندي ومحمد أمين الركالة ومحمد الساسي وعبد الصمد بلكبير وعمر إحرشان مع ما لكل واحد من امتدادات علمية أو سياسية. وفتحنا في هذا العدد كما سيكون في كافة الأعداد القادمة نافذة واسعة للإبداع الأدبي أشرف عليها عضو الهيئة الأستاذ المقتدر أحمد بوزفور وشارك فيها إلى جانب الأساتذة : احمد بلحاج أيت وارهام – ومحمد الهرادي- وعبد القادر وساط - وعبد الدين حمروش – و وربيعة عبد الكامل -وعبد اللطيف النيلة- ومحمد ايت حنا وقراءة لأحمد حبشي في رواية طائر أزرق ناذر يحلق معي ليوسف فاضل.
ونظرا لقيمة هذه المواد والأسماء المساهمة بها والاحترام الذي يحظى به المركز فإننا نتوقع أن يكون الإقبال على هذا العدد قويا، خاصة وأن ثمنه مدروس جدا وفي المتناول مقارنة مع الدوريات الموجودة في الساحة الثقافية. وختاما آمل باسمي وباسم المركز وهيئة التحرير أن نجد في الرفيقات والرفاق والأصدقاء والحلفاء والمحيط كل السند وكل الدعم لنوفر شروط الاستمرارية وشروط القوة التي نتطلع إليها.

1:29 م